السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعاني منذ طفولتي من مشكلة متكررة مع أهلي، وهي أنهم دائمًا يقارنونني بالآخرين، فعلى سبيل المثال: عندما كنت أحصل على تقدير امتياز، كانوا يقولون لي: "صاحبك تقديره أعلى منك، ونحن نريدك أن تكون الأول" هذا الأسلوب في التربية جعلني أعيش تحت ضغط نفسي مستمر، كما تسبب في أن يعيش كل واحد من إخوتي منعزلًا عن الآخر، دون اهتمام أو ترابط بيننا.
كنت أعود من السفر بعد يوم طويل في عيادات الكلية، أحيانًا من غير إفطار، ومع ذلك لم تكن أمي تحضِّر لي الطعام، وحتى إذا طلبتُ من أختي أن تساعدني وتعدِّ لي شيئًا للأكل كانت ترفض، وهذا كله جعل بيني وبين إخوتي عداوة وجفاء، وجعل البيت مصدرًا لعدم الراحة، بل أفقدني شعوري بالأمان.
وبسبب ذلك تركت المنزل، ومنذ ثلاث سنوات وأنا أعيش وحدي، لكن -مع الأسف- حتى في اتصالاتهم بي لا يتوقف أهلي عن أسلوب المقارنات؛ ممَّا سبَّب لي تعبًا نفسيًا، وحالة من الهم الدائم، ورغم كل هذا، ما زلتُ أزورهم مرة أو مرتين في الأسبوع، حتى لا أقطع صلتي بهم، ومؤخرًا صرت أتساءل:
• هل من الصحيح أن أقارن نفسي دائمًا بمن هو أعلم أو أذكى، أو أعلى مني في الدرجات؟
• وهل قيمة الإنسان عند الله تُقاس بالعلم، أو بالمال، أو بالتفوق الدراسي؟
أنا في النهاية لا أهتم كثيرًا بالمال أو بالمظاهر، بل أريد أن يكون مقامي عند الله عظيمًا، ولذلك أسأل:
• ما هو أفضل عمل أتقرب به إلى الله؟ هل هو طلب العلم؟ وإن كان العلم، فهل المقصود به العلم الشرعي أم علوم الدنيا؟ أم أن العبادة هي الطريق الأقرب لرفعة المقام عند الله؟