الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرى خيالاً بعد اليقظة يخيفني، فما تفسيره؟

السؤال

السلام عليكم.

في الأيام الأخيرة كنت أعاني من كوابيس، وعندما ينقطع حلمي وأستفيق، أرى فوقي خيالًا أسودَ يمسكني بقوة، وأحس بثقله، ولا أتمكن من الحراك، وأكون نصف نائمة ونصف مستيقظة، وأبدأ بقراءة التعاويذ أو سور حتى أستطيع الحراك.

دائمًا أستيقظ وأنا خائفة، وتكرر معي هذا أكثر من مرتين عندما أكون نائمة، واليوم وأنا أكتب لكم هذه الأسطر وأنا خائفة، تكرر معي هذا الشيء، لكنه مختلف؛ لأنه جاء فوقي وتكلم وقال: هل أنت التي توقظينني؟ وهو يقولها كأنه يضحك، وأحسست بثقله فوقي، وبدأت أتعوذ بالله، مع العلم أن هذا يحدث في الصباح.

عندما استطعت الحراك لم أستطع البقاء في غرفتي، وقمت خائفة للغرفة الأخرى، ولم أستطع أن أتمالك نفسي، وانهرت بالبكاء، لكن هذا الشيء أراه وأنا مستيقظة، لا يعتبر حلمًا، فما هذا الظل الأسود؟ ولماذا يأتي فوقي، والآن قد سمعته يتكلم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أختي الفاضلة، أعتقد أن هناك احتمالين لما وصفت لنا في سؤال:

الاحتمال الأول: أنك ركزت على ما تعانين منه في اضطراب النوم، وهذه الأحلام إن كانت أحلامًا، والنوم وما يأتي معه إنما هو انعكاس لحياتنا اليومية، فكونك طالبة لم تذكري لنا عن طبيعة حياتك الأسرية والدراسية، أي الجامعية! هل تعانين من ضغوطات نفسية وبعض القلق والتوتر؟ فهذا يمكن أن يُفسِّر الحالة التي وصفتها المتعلقة بالنوم.

فإذا كان هذا هو الاحتمال الأول –وسآتي بعد قليل إلى الاحتمال الثاني– فعليكِ أن تنظري إلى نمط حياتك قبل النوم، كيف هي أمورك في البيت والجامعة، وما له علاقة بالدراسة؟ وحياتك الاجتماعية؟ فإذا صلحت هذه الجوانب، ستجدين أن نومك قد صلح وتحسَّن، من دون هذه الظواهر التي وصفتِها في سؤالك.

أمَّا الاحتمال الثاني، وخاصة أنك ذكرتِ في آخر هذا السؤال أن رؤية هذه الأشياء وسماعها يُؤثِّر فيك بشكل كبير مما يدفعك إلى البكاء، وأنك ترينه وأنت مستيقظة، ولا تعتبرينه حلمًا، وتسألين: ما هذا الظل الأسود؟ ولماذا ترينه أو تسمعينه؟

إذا كان هذا هو الاحتمال الثاني -أختي الفاضلة- أي أنها ليست أحلامًا، وإنما يتراءى لك أشياء أو تسمعينها، مع عدم وجود مَن هو حولك يتحدث معك، فهذا يستدعي التقييم النفسي، والذي من الصعب أن نُقيِّمَه من خلال ما ورد في سؤالك، ولكن إن كان هذا الاحتمال الثاني هو الأرجح؛ فأنصحك بمراجعة عيادة للطب النفسي؛ ليقوم الطبيب النفسي بفحص الحالة النفسية، والتعرف على جوانب كثيرة أخرى لم تذكريها لنا في سؤالك، وبالتالي سيصف لك طبيعة التشخيص، هل هي حالة لها علاقة بمجرد النوم، أم لأمر تجاوز هذا؟ فهناك -أختي الفاضلة- ما يسمى بالحالات الذهانية، حيث يمكن للإنسان أن يسمع أو يرى أمورًا في الواقع غير موجودة، وإن كان هو يشعر أنها حقيقية.

هذه الأمور التي ترينها أو تسمعينها، يفيدك معها أن تواظبي على أمور قبل النوم، منها: قراءة آية الكرسي، وآخر آيتين من سورة البقرة، والمعوذات، وسورة الإخلاص، والفاتحة، وباقي الأذكار والأدعية، منها: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات عند النوم، أو في أول الليل، (باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم) ثلاث مرات في أول الليل، أو عند النوم، مع المداومة على أذكار النوم المعروفة، والنوم على وضوء، كل هذه من أسباب الوقاية من هذا الأمر، وكذلك الاهتمام بالطاعات، وترك المعاصي وما يغضب الله، لعل أمورك تستقيم.

أدعو الله تعالى أن يكون فيما ذكرتُ لك هنا نافعًا مفيدًا، وأن يكتب لك تمام الصحة والسلامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً