الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد عملية في الأمعاء أصبت بحالات نوم لاإرادي، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ ثلاث سنين أصبت بحالة مرضية قال عنها الأطباء إنها نادرة، وهي ضيق في مسار الأمعاء بسبب التفاف شريان عليه وضغطه، فضعف أكلي، وأصبح وزني 37 كلغ، فأجريت عملية تحويل مسار مع إبقاء المسار الأصلي دون استئصال، وتعافيت والحمد لله بعد رحلة علاج طويلة، لكن بعض العمليات الحيوية في جسدي بقيت متأثرة منها.

تأتيني على مدار اليوم حالات نوم لا إرادية، مثلًا: أكون جالسة أقرأ، ثم أستيقظ وأنا أرفع رأسي من على الكتاب، أو حتى عند وقوفي أنام وأستيقظ وأنا أميل، ويكثر ذلك عند السجود أو الجلوس بين السجدتين، يكون ذلك أحيانًا لعدة دقائق، أو أحيانًا لثوانٍ، وتصفني أمي عند تلك الحالة كأني مغمى علي، ولكن إن أيقظني أحد أستيقظ في تلك الحالة، وذلك في النهار، أما في الليل، فيكون نومي ثقيلًا لا أتأثر بمن حولي، وأنام في الليل تقريبًا من 5 إلى 6 ساعات.

في البداية كنتُ أميل برأسي، ولكن أصبحت الآن أميل بجذعي عندما أنام، ووجدتُ أني عندما أنام وأنا جالسة أختنق وأستيقظ مختنقة من نومي.

بحثتُ كثيرًا في الإنترنت ووجدتُ دواءً اسمه "أرموويك"، وعندما بدأتُ استخدامه كان يأتيني خفقان شديد في قلبي، ويضيق نفسي، مع توهّج شديد في الأضواء، ومع الوقت أصبح لا يأتي بنتيجة، يعني آخذه وأنام بعده عاديًا، وخفَّت الأعراض المصاحبة لاستخدامه، ولكن بقي خفقان القلب الشديد.

الآن بدأت الدراسة، وأنا أسافر إلى الجامعة؛ لأني أعيش في مكان بعيد عن المنطقة الرئيسة بحوالي ساعة، وأسافر بمواصلات عامة -للأسف- يكون فيها اختلاط، يعني مثلًا كرسي طويل يجلس عليه ثلاثة، فأجلس بجوار النافذة وأتحرز بشدة ألا يجلس بجانبي رجل، وحتى في محاضراتي أنام، ويصعب عليّ التركيز.

كما أنه عندما تأتيني حالة النوم، أستيقظ أحيانًا بتنميل في جسدي، وغالبًا يكون في رأسي ثقل يزول بعد ذلك بفترة.

سؤالي بارك الله فيكم وفي علمكم، ونفع بكم الإسلام والمسلمين: ما تشخيصكم لحالتي؟ هل هي عضوية أم نفسية؟ مع أني لا أشكو -ولله الحمد- من أي اضطرابات نفسية الآن.

وأرجو منكم أن تنصحوني بدواء، ولو مؤقت، عند سفري وحضور محاضراتي كي لا أنام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية، والحمد لله أن العملية المتعلقة بالجهاز الهضمي قد نجحت، هذا شيء جميل جدًّا.

أمَّا بالنسبة لموضوع النوم والذي أسميته النوم القهري؛ حقيقة هذه الظواهر موجودة، وفي بعض الأحيان يصعب جدًّا تحديدها من الناحية التشخيصية، إلَّا إذا تم إجراء فحص في مختبر النوم، والفحص الذي يُجرى في مختبر النوم هو عبارة عن رصد عن طريق رسم المخ لكل الأنشطة والحركات الكهربائية التي تحدث أثناء النوم، والإنسان يقضي في المختبر من 24 ساعة إلى 48 ساعة، وهذه هي الطريقة العلمية التي تُحدد نوعية اضطراب النوم إذا كان زيادة أو نقصانًا في النوم.

هنالك حالة تُسمى "ناركليبسي Narcolepsy"، وهي نوع من النعاس الذي لا يُقاوم، لكن هذا يختلف عن حالتك، الناركليبسي مثلًا: بعض الأشخاص قد تأتيهم غفوة نومية أثناء ما يكون الواحد منهم جالسًا مع الناس، أو داخل السيارة ومتوقفاً في الإشارة الضوئية، هذه علة معروفة، وتُعالج الآن عن طريق بعض الأدوية من فصيلة "الأمفيتامينات Amphetamines".

هذا لا ينطبق على حالتك، وطبعًا بعض حالات الاكتئاب النفسي أيضًا قد يكون فيها إكثار من النوم، ويكون نومًا غير صحي، وطبعًا الشيء المعروف والسائد هو أن الاكتئاب النفسي يسبب الأرق، لكن في حوالي 5 إلى 10% من الناس قد يحدث زيادة في النوم، أيضًا هذا قد لا ينطبق على حالتك.

فالذي أريد أن أصل إليه: إذا كان بالإمكان أن تذهبي إلى المستشفى وتسألي عن قسم مختبر النوم، فهذا المختبر يوجد في كل المستشفيات الكبيرة التي بها أقسام للأمراض التنفسية، وكذلك الأمراض العصبية.

إذا لم يتوفر ذلك فحاولي أن تنامي الليل مبكرًا، وحاولي أن تمارسي الرياضة، وأن تتناولي المنبهات مثل الشاي والقهوة مثلًا في الصباح.

أيضًا بعض الناس ننصحهم بتناول عقار يسمَّى (ويلبترين - Wellbutrin)، والذي يعرف باسم (بوبروبيون -Bupropion)، هو في الأصل يساعد في علاج الاكتئاب النفسي، وفي حالتك الآن ليس لديك اكتئاب، لكن هذا الدواء يزيد الطاقات عند الناس، ويقلل النوم قليلًا، ويتميز بأنه غير إدماني، ولا يسبب تعودًا، ولا يزيد الوزن، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.

بعض المختصين أيضًا يصفون عقار (بروزاك - Prozac)، والذي يسمى (فلوكسيتين - Fluoxetine)، وهو طبعًا مضاد للاكتئاب معروف جدًّا، أيضًا هذا الدواء قد يزيد من اليقظة عند الناس، فحاولي أن تجربي "الويلبترين" أو "البروزاك"، وأؤكد مرة أخرى: ليس لديك أي نوع من الاضطراب النفسي كما تفضلت.

الذي أريد أن أحذرك منه: وهو أن تتناولي أي دواء دون وصفة طبية، فلا يصح أن تتناولي الدواء بمجرد القراءة عنه على الإنترنت، فالطبيب فقط هو من يقدر الحالة، ويصف الدواء المناسب لها.

بارك الله فيك، جزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً