الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعين زوجي ليحافظ على الصلاة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد مساعدتكم في حل مشكلتي، أنا متزوجة منذ ست سنوات، كان زوجي في بداية زواجنا يُحافظ على الصلاة، وإن لم يكن مُنضبطًا تمامًا فيها؛ فكان على الأقل يصلي ويجمع الصلوات، ولكن منذ ثلاث سنوات توقف عن الصلاة نهائيًا، حاورته كثيرًا، لكنه يخبرني أنه عندما يذهب للوضوء يشعر بأن شيئًا يمنعه، ويبقى في مكان الوضوء يجاهد نفسه حتى يتوضأ، لكنه لا يستطيع المضي قُدمًا في الصلاة، وقال إن شيئًا ما يحجزه.

لدي منه ابنة، وأنا حامل الآن، فهل أنا آثمة لكوني زوجته؟ أنا خائفة أن يبقى على هذا الحال، وماذا يمكنني أن أفعل لمساعدته؟

اقترحت عليه أن يذهب إلى راقٍ شرعي، لكنه رفض، فهل يمكنني أن أرقيه بنفسي؟ بأن أحضر ماء فيه سدر وأقرأ عليه القرآن، ثم أعطيه ليشرب منه أو يستحم به؟ لا أريد زوجًا لا يصلي، ولا أرغب في أن يكبر أطفالي في كنف أب كهذا.

أرجو منكم مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - أختنا الكريمة- في إسلام ويب، وردًا على استشارتك أقول مستعينًا بالله تعالى:

استشارتك تدل على حرصك أن تكون حياتك وفق دين الله تعالى، وتدل على خوفك من الوقوع فيما يغضبه سبحانه، وخوفك على زوجك وأسرتك، فأسأل الله أن يصلح زوجك، ويذهب عنه ما يجد، وأن يثبتكم على دينه، ودونك بعض الموجهات المهمة:

• الصلاة عمود الدين، وهي أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، ولذلك ينبغي عليك أن تستمري في نصحه برفق ولين، حتى يعود إلى سابق عهده، أو أفضل بإذن الله.

• يبدو أن زوجك مصاب بمسٍّ أو بالوسواس القهري، ولذلك لا بد من رقيته، سواء قمت أنت بذلك، أو ذهبت به إلى راقٍ أمين وثقة، وفي حال رقيتك له، ضعي يدك على رأسه واقرئي الفاتحة سبع مرات، ثم انفثي بكفيك وامسحي على رأسه وما تيسر من بدنه، ثم اقرئي سورة الإخلاص والمعوذتين، وآية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، ثلاثًا ثلاثًا، مع النفث والمسح على رأسه وجسده، وكذلك بعض الأدعية النبوية، ويمكنك الاستعانة بكتاب حصن المسلم.

• هنالك رقية شرعية لبعض العلماء موجودة في اليوتيوب، يمكنك تنزيلها على هاتفك وربط سماعة الأذن فيه، وجعلها في أذني زوجك ليسمعها، فذلك يساعد في الرقية الشرعية بإذن الله تعالى.

• خذي سبع أوراق من شجرة السدر، ثم اطحنيها وضعيها في إناء، وأضيفي لها الماء النقي، ثم اقرئي عليها سورة البقرة كاملة، واجعليه يشرب من ذلك الماء ويغتسل منه، وكلما نقص الماء أضيفي له، فذلك نافع للرقية من السحر ومجرَّب، كما ذكر بعض العلماء.

• أعينيه على الوضوء، بأن تصبي له الماء وهو يتوضأ، وشجعيه على أن يؤدي الصلاة ولو في البيت، فذلك خير من ترك الصلاة بالكلية.

• شغلي في بيتك سورة البقرة، واجعلي البيت عامرًا بذكر الله تعالى، وانتقي من القراء أصحاب الأصوات الجميلة المؤثرة.

• استعملي معه أسلوب الترغيب والترهيب، والرفق واللين، وابتعدي عن الغضب ورفع الصوت، وتعاملي معه برحمة، فهو أشبه بالمريض.

• تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى، وتحيني أوقات الإجابة، ومنها أثناء السجود، والثلث الأخير من الليل، وسلي الله تعالى أن يصلح حال زوجك، وأن يذهب عنه ما يجد، وكوني على يقين أن الله سيستجيب دعواتك.

• لا تيأسي من رحمة الله، واصبري ولا تتعجلي الأمور، فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء.

• أكثري من الاستغفار والصلاة على النبي ﷺ، فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، ففي الحديث: «مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ»، وقال لمن قال له: أجعل لك صلاتي كلها (أي دعائي): «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ».

• حاولي معالجته عن طريق منعه مما يحب، فلا تعطيه ذلك إلا بشرط الرقية وأداء الصلاة، وهذا بالطبع إن كنتِ ترين أن ذلك يمكن أن يزجره، ويجعله يتقبل النصح، ويعرض نفسه على الرقية الشرعية، ويجاهد نفسه في الوضوء والصلاة.

• لستِ آثمة في بقائك معه، ولكن استمري في توجيهه وإعانته على الوضوء والصلاة، وحذريه من البقاء على ما هو عليه، وبيني له حكم تارك الصلاة، وحكم علاقته مع زوجته، برفق ولين.

• ننصح كذلك في حال عدم الانتفاع من الرقية، أن يعرض زوجك على طبيب حاذق، متخصص في الأمراض النفسية، فبعض الحالات التي تشبه حالة زوجك قد تكون وسواسية.

• أكثري من الأعمال الصالحة، فهي من أعظم أسباب جلب الحياة الطيبة: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

• أكثري من الصدقة بنية شفاء زوجك، فالنبي ﷺ يقول: «داووا مرضاكم بالصدقة».

نسأل الله تعالى أن يشفي زوجك، وأن يذهب عنه ما يجد، وأن يقر عينك برجوعه للصلاة، إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً