الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

في مرحلة الدراسة تكثر الفتن ويصعب علينا الزواج، فماذا نفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي عن طريقة تعامل الشاب مع تأخر الزواج.

فكرت في الزواج أثناء الدراسة، لكن غالبا لن يحصل -والله أعلم-، ولم أجد حلّا إلا الصبر والسعي لإيجاد وظيفة جيدة، ولكن الأمر قد يستغرق وقتًا، والفتن محيطة بنا -لاسيما في هذه البلاد- سواءً في الجامعة أو غيرها، فماذا تنصحونني أنا والشباب أمثالي؟ قد قرأت بعض أجوبتكم بخصوص هذا الموضوع، لكنني بحاجة إلى التذكير والتزوّد من النصائح؛ لكي يكون محفزًا ومصبرًا لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدايةً، نشكر لك ثقتك بطلب الاستشارة من موقع إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، ويثبتك على طريق العفة والاستقامة، وأن يرزقك الزوجة الصالحة في الوقت الذي يقدّره الله بحكمته.

إن ما تشعر به من رغبةٍ في الزواج مع وجود العوائق أمرٌ طبيعيٌّ في مثل سنك، وخاصةً في بيئةٍ يكثر فيها التعرض للفتن، ولكن المؤمن يواجه ذلك بالصبر ومجاهدة النفس، والبعد عن مواطن الإغراء، مع الثقة بأن الزواج رزقٌ يسوقه الله لعبده متى شاء، قال تعالى: ﴿إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ﴾، فالتأخير ليس حرمانًا، بل تأجيلٌ لحكمةٍ يعلمها الله.

نوصيك أولًا بالاهتمام ببناء نفسك واستثمار وقتك في ما يعود عليك بالنفع الديني والدنيوي، فهذه المرحلة هي مرحلة إعداد، وهي أيضًا مرحلة الفتوة والشباب والطاقة المتوقدة للإنجاز، وكل ما تكتسبه الآن من علمٍ وخبرةٍ ومهارةٍ سيهيئك لتحمّل مسؤوليات الزواج مستقبلًا، ولا تجعل فكرة الزواج تسيطر عليك فتضعف عزيمتك، أو تشغلك عن أهدافك الكبرى.

أما من الناحية الشرعية والعملية، فنوصيك بأن تحرص على ما يلي:
- غضّ البصر وصيانة النفس عن النظر والمخالطة المحرّمة، فهي أول باب للفتنة.

- الابتعاد عن المثيرات من مشاهد وأحاديث وأصدقاء السوء، فهذه تقوّي الشهوة، وتضعف الإرادة.

- شغل الوقت بالعبادة، والرياضة، والأنشطة الاجتماعية والعلمية، فالفراغ من أخطر أسباب الانزلاق.

- الإكثار من الدعاء والاستغفار، فهما مفاتيح الفرج والرزق، مع الحرص على أداء الصلوات في أوقاتها.

- الاستعانة بالصوم كما أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء»، أي وقايةٌ وعونٌ على كبح الشهوة.

- اختيار الصحبة الصالحة التي تُذكّرك بالله وتعينك على الثبات.

- وضع أهدافٍ مستقبليةٍ طموحةٍ، وتكثيف الجهد والوقت لتحقيقها، خصوصًا في مجال دراستك وتخصصك العلمي.

واعلم أن من حفظ نفسه في زمن الفتن صبرًا لله، وابتغاءً لوجهه كتب الله له أجرًا عظيمًا، وسيعوضه خيرًا في الوقت المناسب، فعليك بالصبر، مع احتساب أجر الشاب الذي جاهد نفسه وشهوته لينشأ في طاعة الله، وكن متوازنًا بين السعي الجاد لتحصيل رزقك، والاستقامة على طاعة الله، واعلم أن الله لا ينسى عبده الصالح الذي صبر واتقى.

نسأل الله أن يشرح صدرك، ويحفظك من الفتن، ويرزقك الزوجة الصالحة في الوقت الذي يقدّره لك فيكون فيه الخير، وأن يوفقك لما يحب ويرضى.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً